محمد كاصد يرفض الاحتراف في اوربا ويعود للدوري العراقي

انه احتراف يا كاصد
عماد البكري

الملاعب


فوجئت بعودة محمد كاصد السريعة من قبرص وانتهاء تجربته الاحترافية قبل ان تبدا ..وقبلها توقفت عند عودة نور صبري خائبا من السويد من رحلة غيرموفقة ..واذا كان الثاني قد رمى الكرة في مرمى اتحاد الكرة على اساس انه لم يمنحه الاستغناء الدولي المطلوب فان الاول لم يذكر للان سببا واحدا مقنعا يبرر به ما حصل ..والكلام الذي قاله عن سوء المعاملة وقسمه باغلظ الايمان بانه لن يعود ثانية الى الدوري القبرصي او الفريق الذي كان يفترض ان يحترف فيه كلام خال من اي معلومة يمكن ان تدفعنا للتعاطف معه وهو القادم توا الى الشهرة بعد ان سرق الاضواء في بطولة القارات التي كانت بداية رحلته الحقيقية نحو النجومية التي يحلم به اي لاعب ..
ويبدو ان المشكلة الحقيقية هي في ضعف ثقافة الاحتراف لدى لاعبينا وعدم فهمهم العميق للعملية الاحترافية في البلدان الاخرى التي سبقتنا كثيرا في هذا الموضوع ..
الاحتراف عالم خاص لا علاقة له ابدا بما يجري في طريقة تعامل ادارات الاندية المحلية مع اللاعبين عندنا ولا افهم حتى الآن السبب الذي دفع كاصد لقبول العرض القبرصي ومن ثم رفضه او (زعله )المفاجئ على ادارة النادي وتركه الفريق والعودة الى بغداد ..الامر ليس بهذه البساطة التي يتصورها حارسنا لان هناك قوانين تحكم الطرفين وهناك حق وحقوق ملزم اي من الاطراف الاخرى الالتزام بها ولا مجال فيها للعواطف او الصداقات او الوساطات او الخطرانيات التي اعتدنا التعامل معها هنا .
اخشى ان يكون محمد كاصد قد ارتكب بعودته السريعة وبالطريقة التي سمعنا بها غلطة كبيرة سيندم عليها طويلا وستنعكس سلبا على وضعه النفسي والبدني مستقبلا ...
لم اطلع على بنود العقد او فقراته والالتزامات التي تحتويه ولا اعرف ان كان كاصد قد استشار خبيرا او استمع لراي مخلص قبل توقيعه العقد وبعد فضه ولا اريد ان استبق الاحداث لان القضية لا زالت مبهمة بالنسبة لنا لكني انصح محمد كاصد ان يتعامل مع الموضوع بهدوء وبدون تصريحات ثورية لان الامر قد يرتد عليه وان يتعامل وفق نصوص عقده ودراسته بعمق فقد يتعرض الى مواقف صعبة للغاية جراء تصرفه الاخير الذي لا يمكن ان يندرج الا تحت باب ثقافة الاحتراف لدى لاعبينا التي اثبتت التجارب انهم لا يفقهونها وان هناك اساليب وطرقا ملتوية لكنها قانونية تستخدمها ادارات الاندية وعرابيها من اجل المصالح والصفقات والاعتبارات الاخرى واخشى ان يكون كاصد قد سقط في فخ احدى تلك الالاعيب ..وحذار ان تكون فعلته رد فعل لموقف لم يرق له او كلمة لم يهضمها او غموض لم يتوضح له لان الامر سيرتد اليه اجلا ام عاجلا.