يعانى الدكتور لام أكول زعيم حزب التغيير الديمقراطى المنشق عن الحركه الشعبية والمرشح الأوحد لمنافسة الفريق كير على رئاسة حكومة الجنوب ، يعانى معاناه من نوع خاص لمجرد أنه خرج من الحركه الشعبية وكون حزباً مسجلاً ومعترفاً به اذ أن الغريب فى موقف الحركه الشعبية منه ، أنها لم تمنحه الوضع الذى يستحقه حين كان قيادياً فى الحزب ، وسعت الى تهميشه حين إنتزعته إنتزاعاً بلا مبرر موضوعى من منصبه كوزير للخارجية ثم جعلته هدفاً للعديد من محاولات الاغتيال ، وقد كان معنى ذلك أنها لم تعد تضع للرجل حساباً فى قيادتها وتوصلت الى عدم أهميته ، فلماذا اذن حين خرج منها وفارقها لا تدعه وشأنه ؟ هذا هو السؤال المهم الذى لم تقف الحركه ولو لدقيقة لتسأل نفسها عنه ومن المؤكد أنها لو فعلت لتوصلت الى نتيجة ، ولا شك أن تضييق الحركه على حركة أكول يعنى بالضرورة ( خوفها ) منه والخوف فى الغالب يبنى على اسباب معقولة ، وهذه الأسباب المعقولة قد تتمثل فى من هم حول د. أكول وخطورتهم كقادة قد يوازوا فى وزنهم القيادى السياسى أو يتفوقوا على قادة الحركه ، وقد تتمثل فى شعور الحركه بناء على دراسة منها أن د. أكول يتمتع بشعبية معتبرة فى الجنوب ومن ثم فقد تصل هذه الشعبية الى حد تهديد وجود الحركه الأم نفسها ، بل لا نغالى ان قلنا أن الحركه الشعبية لا تزال ترتعد أوصالها من د. أكول كونه المرشح الأوحد المنافس لزعيمها على رئاسة حكومة الجنوب وكم من مرة عرضت على شريكها المؤتمر الوطنى عدم دعم أكول والأخير يستغرب غاية الاستغراب من خوف مرضى كهذا ؟!