تحسن الأوضاع والاستقرار .. دليل عافية الإقليم
بقلم : عمر قسم السيد
الجميع في دارفور كان يترقب ما تفضي اليه مباحثات الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة برعاية دولة قطر للتوصل لاتفاق ينهي الازمة في دارفور ، باعتبار ان حركة العدل والمساواة تعتبركبرى الحركات التي كانت تروع الامن والاستقرار ، ولكن جدية الطرفين كان واضحة في التوصل الى اتفاق اطاري يبين حسن النوايا ، ويكون جسرا للعبور الى بوادي السلام الذي ينهي ازمة الاقليم الملتهب منذ العام 2003م ، والتي اسهم الاعلام الغربي في تحويل مسارها من قضية محلية الي قضية اقليمية دولية !!
وبعد الحروب وحرق القرى والتشريد ، عادت للاقليم عافيته واطمئنانه ، وعاودت عمليات العودة الطوعية للنازحين واللاجئين لقراهم بولايات الاقليم الثلاث ، فقد اسهمت مفوضية العون الانساني لعودة " 8 " آلاف نازح من معسكرات ( السلام وابو شوك وزمزم ) ، وكانت هناك منظمات طوعية اجنبية تعمل في الاقليم ولكنها انسحبت وسرّحت موظفيها ، مثل منظمة اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي سرحت حوالي 47 من موظفيها بسبب استقرار الاوضاع ، وتعمل وفق دستورها في مناطق النزاعات والطوارئ ( والان انتهت النزاعات في دارفور ) ولا داعي لوجودة !!
كما ان هناك منظمات اخرى انسحبت من العمل في الاقليم لتحسن الاوضاع ، مثل ( كورديد الهولندية وهيدوميدكا الالمانية العاملة في جنوب دارفور – واطباء بلا حدود السويسرية العاملة في غرب دارفور – واطباء البلجيكية العاملة في شمال دارفور ) !!
والان بعد توقيع الاتفاق مع حركة العدل والمساواة تبقى المتمرد عبد الواحد نور التى تشهد حركته انقسامات متتالية هذه الايام وصراعات فيما بينها ، فقد وقع اشتباك في الاول من فبراير بين قوات عبد الواحد بغرب الجبل وشرقه بسبب اتهام قائد منطقة شرق الجبل بتوقع اتفاق مع الحكومة في الدوحة .
بعد احداث الهجوم على امدرمان في مايو من العام 2008م من قبل حركة العدل والمساواة اصدرت بعثة الامم المتحدة قرارا بحظر حركة العاملين من الاجانب والسودانيين من الدرجة الثالثة – تحسبا لأي طاري – ولكن الان خفضت البعثة استعدادها الى المرحلة الثانية وهى مرحلة امنية عادية ، مما يشير لتحسن الاوضاع وعودة الحياة لطبيعتها !!
ومع جدية الحكومة و الجهود التي تبذلها في سبيل عودة دارفور سيرتها الاولى ، واشاد كثير من المسئولين بتحسن الاوضاع هناك ، فمبعوثة الامين العام للامم المتحدة لشئون الطفل " راديكا كوامار " قالت ( ان الوضع في دارفور يحمل مؤشرات ايجابية ، وتمثل عودة اللاجئين لقراهم دليلا لنهاية العنف بالاقليم )
وهذه اشادة كبيرة ... لا شك !
والزائر للاقليم يلمح ذلك من خلال حركة المواطنين بين المدن والاسواق في الفاشر ونيالا والجنينة !!
وقال قائد بعثة الهجين ( باتريك موممبا ) ان الاوضاع تشهد تحسنا مضطردا منذ بداية هذا العام !
وهذا صحيح ونرى ذلك في انخفاض حوادث النهب المسلح ، برغم ان هذا الحديث لا ترغب جهات كثيرة في سماعه ، لانه يخالف اجندتها وسياستها في الاقليم !!
وننشد الامال العراض لتطور الاوضاع الى الافضل يوما بعد يوم ، لتعود دارفور كما كانت سابقا ابان حياة السلطان على دينار ، وكسوته للكعبة الشريفة سنويا فيما يعرف بالـ" المحمل " ويرقص الجميع مع انغام ( المردوم والوازا وام كيكي ) وتطير حمائم السلام ، وتعود كل الطيور المهاجرة من ابناء الوطن لاعادة التنمية والاعمار